الامريكان الوحوش الانسانية الاتية من الغرب -أرجو الدخول-

وأنا أقرأ لابنتي ذات الخمس قصة للاطفال بعنوان _الحسناء والوحش _تذكرت المسلسل الامريكي (الحسناء والوحش) وفكرته تختلف عن القصة التي قرأتها لها ، والمسلسل كان يُعرض في بغداد في الثمانينيات من القرن الماضي بطولة الممثلة الامريكية (ليندا هاملتون)!التي كانت هذه اُولى إطلالتها على الشاشة الصغيرة وانتقلت بعدها الى الشاشة الكبيرة وأصبحت إحدى نجمات هوليود عاصمة السينما الامريكية
وقد كانت فكرة المسلسل تتحدث عن وحش (انساني)يقع في غرام احدى الحسنوات التي تعمل في مجال الجريمة وكلما تتعرض لخطر يحدق بحياتها يشعر الوحش بذلك فيهب لنجدتها من حيث سكنه تحت الارض في عالم المجاري الكبير في الولايات المتحدة الذي يسكنه من لايجد مأوىً له غير تلك المجاري الواسعة تحت الارض ويصل إليها عبر الانفاق وقطارات المترو
وقد كان لهذا المسلسل وقعه على الجماهير البغدادية خصوصا والعراقية عموما حيث ان هذه المسلسلات كانت ملاذا من واقع الحياة الضاغط حيث القمع والكبت وفرض مشاهدة القائد الضرورة يوميا ولعدة ساعات على القناة الاولى والثانية الحكوميتين ولايمكن لنا التقاط غيرها ولاوجود للاطباق اللاقطة ولا أي من وسائل البث المتاحة حاليا
وكنا نتابع هذا المسلسل وننتظر موعده وندعو أن لاتكون هناك زيارة أو خبر عن قادسيته(الحرب العراقية-الايرانية) لكي يتسنى لنا متابعة المسلسل كما كان ذلك مع البرنامج الرياضي (الرياضة في اسبوع) لمقدمه مؤيد البدري
وكانت لكل مسلسل قصة مع العائلة الحاكمة في العراق حيث أن الشخصيات المستبدة والظالمة نربطها برأس النظام وتكون (الشفرة) والكود الذي ننعت به الطاغية
أما مسلسل الحسناء والوحش فكان من نصيب (وضيعة العراق الاولى)ساجدة طلفاح وقد سرت تقليعة بين الحكام العرب ابتدعها الرئيس المصري السابق أنور السادات باصطحاب زوجته في المحافل الرسمية واظهار أخبارها في وسائل الاعلام المختلفة ولُقبت بسيدة مصر الاُولى تبعه في ذلك حسني مبارك لتكون سوزان مبارك سيدة مصر الاولى واستوت هذه الفكرة قرقوشنا وعائلته الحاكمة فجرى تأهيلها للظهور في نشرات الاخبار بعد أن لُفق لها تاريخ نضالي في الترتيب للثورة السوداء ونضال الاخويين اللدوديين (صدام وبرزان)وخالهما المشهور بحرامي بغداد
وبدأت ساجدة باستقبال زوجات الرؤساء والملوك العرب واستقبلت سوزان مبارك وتلتها زيارة الملكة نور الحسين الى العراق واستقبلتها في المطار ساجدة طلفاح وما إن تصافحتا وتبادلتا القبل حتى ظهرت النكات العراقية التي كانت إحدى وسائل التنفيس والرفض لهذه العائلة الحاكمة فاطلقنا على هذا اللقاء لقاء الحسناء والوحش
وكلنا يعرف جمال نور الحسين وشكلها واناقتها مقابل الاخرى التي تضع أنواع الاصباغ لتغير من لون جلدها الاصفر
واليوم وانا أسمع أخبار التحضير لانقلاب مزعوم في بغداد من خلال تفجير عدد من المقرات في المنطقة الخضراء وخلق حالة من الفوضى الامنية يتسنى بعد ذلك للوحوش من استلام الحكم بالترتيب مع الامريكان مقابل تهدئة الاوضاع معهم وعدم التعرض للقوات المتعددة الجنسية ربطت بين وحش المسلسل الامريكي الذي أسميته (الوحش الانساني)وبين بعض السياسيين من أيتام النظام المقبور والرافضين للعراق الجديد وان اشتركوا في العملية السياسية بعد وعود زلماي التي لم يتحقق منها الا النزر اليسير
ونرى أن هؤلاء الوحوش لايهبوا لنجدة الحسناء (السلطة ) وانما يحاولون السيطرة عليها لتحقيق مآربهم والعودة بالاوضاع الى ماقبل التاسع من نيسان عام 2003
ولايأبه وحوشونا بالضحايا التي تسقط يوميا وبالدماء التي تسيل والمهم هو الاستحواذ على الحسناء وتسخيرها لمآربهم في سادية ووحشية يندي لها الجبين ويأنى لها الضمير الانساني
وهذا هو ديدن الطاغية فلم يأبه بما يكون عليه وضع العراق فالمهم بقائه في السلطة وقد قدم الكثير من الوعود وارسل اوراقا بيضاء علىها توقيعه للمريكان قبل الغزو مقابل ابقائه في السلطة ولكن القرار الامريكي كان واضحا كما جئنا بك نُزيحُك
فمن هو الوحش ومن الانسان هل هو بطل المسلسل الامريكي الحسناء والوحش)؟ أم هو بطل المسلسل العراقي اليوم (السياسي والسلطة)؟

شكرا على الموضوع الجميل

مشكور على الموضوع